هل يتحول تشات جي بي تي إلى تطبيق سوبر؟ تعمل أوبن أيه أي حاليا على خلق تجربة شاملة لمستخدمي تطبيقها الشهير للذكاء الاصطناعي، ليتولى تنظيم جداول الأعمال وتقديم المساعدة الشخصية وحتى الإجابة على الاستفسارات المختلفة عبر مكالمات هاتفية، وفقا لتقرير مشابل. تهدف الشركة إلى تمكين المستخدمين من الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق، وبالتالي تحويل تشات جي بي إلى مساعد لا غنى عنه في الحياة اليومية تماما كالهاتف المحمول.
المفهوم ليس بدعة: اتخذت شركات مثل وي تشات الصينية خطوات للتحول إلى تطبيق شامل، كما أن إيلون ماسك لديه خطط لتحويل منصة إكس إلى تطبيق فائق يشمل خواص مثل التسوق والمدفوعات. ولكن جائزة التطبيق الأمثل لهذا المفهوم – وإن كان ليس بالشكل المتعارف عليه – تذهب بجدارة إلى شركة أبل، التي أسست نظاما سلسا يربط كل خدماتها معا عبر منتجاتها الخاصة. ومع دمج تطبيق تشات جي بي على أجهزة أيفون في نظام أي أوه إس 18 الذي يركز على الذكاء الاصطناعي، يبدو أن أوبن أيه أي تقتبس من تجربة أبل من خلال جعل أداتها المتطورة متاحة وسهلة الاستخدام خلال الحياة اليومية.
الجديد الذي يقدمه تشات جي بي تي سيكون مفهوم الوكلاء، الذي يتوقع صدوره العام المقبل. هؤلاء الوكلاء سيكونون قادرين على أداء المهام نيابة عن المستخدمين، مثل حجز الرحلات الجوية وكتابة التعليمات البرمجية وتصفح الويب، ما يقربنا أكثر من حلم الذكاء الاصطناعي العام. ومع أن البعض ينتقد الذكاء الاصطناعي التوليدي باعتباره يواجه مشكلات مثل المعلومات المضللة والتشهير وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، يبدو أن الإصدارات التجريبية من أدوات الذكاء الاصطناعي العام مثل مارينر من جوجل تجس نبض السوق بالفعل.
تعد هذه التغييرات جزءا من خطة أكبر لجعل تشات جي بي تي عنصرا أساسيا في حياة المستخدمين العملية والشخصية. ومع اشتراك نحو 10 ملايين مستخدم في تشات جي بي تي بلس وتوقع أوبن أيه أي تحقيق عوائد بقيمة 100 مليار دولار في عام 2029، يعتمد النجاح المالي للشركة بقوة على قيمة ما تقدمه لمستخدميها من خلال تحويله إلى أداة قائمة على الإشتراك لا يستطيع أحد الاستغناء عنها.